هي مدينة عريقة مرت بها حضارات ما قبل التاريخ إلى الفتح العربي الإسلامي, موقعها استراتيجي متميز، محاذية للبحر الأبيض المتوسط بالساحل الشرقي من جنوب مدينة صفاقس. استوطنها الحجريون في الألفية الثامنة قبل الميلاد و كونوا بها تنظيما اجتماعيا و حياة مستقرة و استعملها الفينيقيون معبرا للقوافل التجارية و مستعمرة صغيرة إلى الموانئ الساحلية بداية من جربة إلى الجزائر خلال الفترة التي سبقت التاريخ ( الألفية الثالثة و الثانية قبل الميلاد ) .و كانت تسمى بالمحرس القديم في العهد الروماني و الوندالي و البيزنطي ثم تحولت في العهود الموالية إلى مدينة عامرة بالحياة ومعقل من معاقل الحركة المسيحية من سنة 411 و 484 و 511 ميلادي.
و من أهم المعالم و المواقع الأثرية القديمة المكتشفة في الثلاثينات و الأربعينات :
البرج البيزنطي بمنطقة سيدي احمد عبسة يونقة في موقع شاسع و وقعت الصيانة والترميم و في آجال معقولة و على سنوات لتوظيفه لفائدة السياحة الثقافية والبيئية .كما تم العثور بمنطقة يونقة و المواساة و هنشير مسعودة على أنقاض كنائسية مسيحية قديمة تعود إلى القرن الخامس مسيحي |
معبد يونقة الضخم الذي يقع على بعد 30 مترا إلى الجنوب الشرقي من كنيسة يونقة عثر عليه أثناء الحفريات التي تمت بإشراف إدارة الآثار بتونس سنة 1941 و كشفت الحفريات على ما يبدو عن مكان عبادة في حالة متردية و شكل هيكل معماري و حسب الأبحاث الأولية آنذاك فان هذا المعمار و الكنيسة ينتميان إلى المباني الدينية و يمثلان شبه حي للأساقفة ورجال الدين |
مجموعات أخرى من البلاطات الفسيفسائية و لوحات رائعة تخص معبد يونقة تم حفظها بمتحف باردو و لوحات رائعة من الفسيفساء نادرة الوجود و لا توجد مثيلاتها إلا في كنيسة صالونيك اليونانية و تعود إلى سنة 314 ق م |
حجارة بقبة سيدي غريب مكتوبة باليونانية و اللاتينية تؤرخ لبناء حصن يونقة في عصر جستنيان II و تيباري (TIBERE ) أي حوالي 574 و 578 ميلادي و هذا الحجارة توجد بمتحف اللوفر. |
لوحة أخرى تحمل طيها صورة ضريح المسيح الذي أقيم في القدس خلال فترة حكم الإمبراطور قستنطينوس و تعد من المراجع الهامة الخاصة بالمسيحية القديمة |
لوحات أخرى على غاية من الإبداع عثر عليها في أروقة الحصن و المعبد و طاولة القرابين( المذبح) في قاعة من الرخام اكتشفت سنة 1930 و سلمت إلى المراقب المدني بصفاقس . |
في عهد الفتح العربي الإسلامي اختارها بنو الأغلب من الثغور البحرية التي تراقب السواحل التونسية من الغزو البيزنطي و الروماني و الإفرنجي و أسس عمارتها السكنية أبو إبراهيم أحمد بن الأغلب و بنى حصنها على يد قائده العسكري علي بن سلم البكري سنة 849 م 235 هـجري عندما بنى الأغالبة مجموعة من القصور حولها على ساحل ولاية صفاقس منها قصر نقطة و قصر يونقة المسمى بقصر تليدة و هو عبارة عن بناء ضخم شاهق أقيم كحصن أو محرس لحراسة الجهة و سمي بالرباط . كما أقام الأغالبة صهريجا عظيما لحفظ ماء الأمطار متسع الأطراف متين البناء هدم في منتصف الستينات و بقيت ملامحه الواضحة تحت الأنقاض الفوقية المهدمة و عوض بطريق معبد يعرف بشارع الأغالبة و يمكن في أجال و مشاريع أخرى إعادة إحيائه و إظهار هذا المعلم الشامخ و استغلاله في الثقافة السياحية.
أصل سكان المحرس كما يقول التيجاني متحدثا عنهم :
و أهله قوم من هوارة كانوا ساكنين قبل هذا بالقصور المعروفة بقصور بني خيار فأجلتهم العرب منها .فانتقلوا إلى هذا الحصن
المصدر : المحرس :محرس و حضارة و مدينة الجمال التشكيلي المؤلف: الأستاذ الهاشمي بيبي